شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٤٩
أحد هذين المصدرين (أمرا) لفسد معنى الكلام وقال الراوندي أيضا ويجوز أن يكون (أمرا) حالا. وهذا أيضا ليس بشئ، لان الحال وصف هيئة الفاعل أو المفعول، و (أمرا) ليس كذلك.
قوله عليه السلام (تشابهت القلوب فيه)، أي أن الحمية والفخر والكبر والعصبية ما زالت القلوب متشابهة متماثلة فيها.
وتتابعت القرون عليه جمع قرن بالفتح، وهي الأمة من الناس.
وكبرا تضايقت الصدور به، أي كبر في الصدور حتى امتلأت به وضاقت عنه لكثرته.
ثم أمر بالحذر من طاعة الرؤساء أرباب الحمية، وفيه إشارة إلى قوله تعالى ﴿انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا﴾ (1).
وقد كان أمر في الفصل الأول بالتواضع لله، ونهى هاهنا عن التواضع للرؤساء، وقد جاء في الخبر المرفوع (ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء وأحسن منه تكبر الفقراء على الأغنياء).
الذين تكبروا عن حسبهم، أي جهلوا أنفسهم ولم يفكروا في أصلهم من النطف المستقذرة من الطين المنتن، قال الشاعر:
ما بال من أوله نطفة * وجيفة آخره يفخر يصبح لا يملك تقديم ما * يرجو ولا تأخير ما يحذر.
قوله عليه السلام (وألقوا الهجينة على ربهم) روى (الهجينة) على (فعيلة)، كالطبيعة والخليقة، وروى (الهجنة) على (فعلة) كالمضغة واللقمة، والمراد بهما الاستهجان، من قولك هو يهجن كذا، أي يقبحه، ويستهجنه أي يستقبحه. أي نسبوا ما في الأنساب

(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317