والجهد بالفتح: الغاية، ويقال: قد جهد فلان جهده بالفتح، لا يجوز غير ذلك، أي انتهى إلى غايته. وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن ثقيفا.
وروى أنه عليه السلام قال: " لولا عروة بن مسعود للعنت ثقيفا ".
وروى الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن ثلاث بيوت: بيتان من مكة، وهما بنو أمية وبنو المغيرة، وبيت من الطائف وهم ثقيف.
وفى الخبر المشهور المرفوع وقد ذكر ثقيفا: " بئست القبيلة،! يخرج منها كذاب ومبير (1) "، فكان كما قال صلى الله عليه وآله، الكذاب المختار، والمبير الحجاج.
واعلم أن هذا الكلام لم يكن بحضرة عثمان، ولكن عوانة روى عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشعبي، أن عثمان لما كثرت شكايته من علي عليه السلام، أقبل لا يدخل إليه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلا شكي إليه عليا، فقال له زيد بن ثابت الأنصاري - وكان من شيعته وخاصته: أفلا أمشى إليه فأخبره بموجدتك فيما يأتي إليك! قال: بلى، فأتاه زيد ومعه المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي - وعداده في بنى زهرة، وأمه عمة عثمان بن عفان - في جماعة، فدخلوا عليه، فحمد زيد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإن الله قدم لك سلفا صالحا في الاسلام، وجعلك من الرسول بالمكان الذي أنت به، فأنت للخير كل الخير أهل، وأمير المؤمنين عثمان ابن عمك، ووالى هذه الأمة فله عليك حقان: حق الولاية وحق القرابة، وقد شكا إلينا أن عليا يعرض لي، ويرد أمري على، وقد مشينا إليك نصيحة لك، وكراهية أن يقع بينك وبين ابن عمك أمر نكرهه لكما.
قال: فحمد علي عليه السلام الله، وأثنى عليه وصلى على رسوله، ثم قال: أما بعد، فوالله ما أحب الاعتراض، ولا الرد عليه، إلا أن يأبى حقا لله لا يسعني ان أقول فيه إلا بالحق، ووالله لأكفن عنه ما وسعني الكف.