باب ما يكون على المنافقين من العذاب في القبر قبل العذاب في النار.
قال الله جل ثناؤه: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم).
قال قتادة في قوله سنعذبهم مرتين قال: عذاب في القبر وعذاب في النار.
52 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح قراد ثنا شعبة عن قتادة فذكره.
53 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان فينا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال: فرفعوه قالوا: هذا كان يكتب لمحمد صلى الله عليه وسلم فأعجبوا به فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهه فتركوه منبوذا. رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن أبي النضر.
54 - وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه أنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد اباذي ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل فينا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه غفورا رحيما فيقول: أكتب عليما حكيما؟ فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت، ويملي عليه عليما حكيما فيقول: أكتب سميعا بصيرا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت، قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام ولحق بالمشركين