باب ما حضرني من أقاويل السلف رضي الله عنهم في إثبات عذاب القبر وما كانوا يخافونه من هول المطلع.
221 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء أنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا داود بن أبي هند، عن عامر عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين طعن فقلت، أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقبض رسول الله وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقتلت شهيدا، فقال أعد علي، فأعدت عليه، فقال: والله الذي لا اله غيره لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.
222 - أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، ابنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد ابن غالب بن حرب وإبراهيم بن عبد الله واللفظ لتمتام، قال: حدثني علي بن عبد الله ابن جعفر ثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير، عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال: كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا، قال: فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن القبر أول منازل الآخرة، فمن نجا منه فما بعده أيسر منه، ومن لم ينج منه فما بعده أشد منه، قال: فقال عثمان رضي الله عنه: ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه.
223 - أخبرنا أبو نصر عمر بن العزيز بن عمر بن قتادة من أصل كتابه، أبنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا أحمد بن حنبل ثنا علي بن عبد الله المديني، فذكره بإسناده نحوه، إلا أنه قال في آخره: فقال والله ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه، لم يذكره عن عثمان.
ورواه يحيى بن معين عن هشام فذكره من قول الرسول صلى الله عليه وسلم.