وعلى كل حال فقد وجدت أن أكثر من دون في السنة قد أفرد بابا أو فصلا أو غير ذلك في سؤال القبر وعذابه أو نعيمه بالإضافة إلى ما يذكر ضمن الأبواب الأخرى كالطهارة والغيبة والشهادة والتفسير والدعاء. ولكنني لم أجد أحدا قبل البيهقي أفرد كتابا مستقلا ومبسوطا في اثبات عذاب القبر كما فعل أبو بكر البيهقي رحمه الله. والله أعلم.
وأما ما فعله البيهقي فهو أنه قد جمع ما وصله من أحاديث بالأسانيد التي وصلته بها، وهو وإن كان قد دون في هذا الكتاب معظم ما ورد في هذا الباب من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا أنه مع ذلك لم يستوعب كل ما ورد في ذلك من الأحاديث.
ويلاحظ القارئ لهذا الكتاب أن كثيرا من أحاديثه رواها الشيخان أو أحدهما.
لمحة عن أبواب الكتاب:
ونبدأ الآن بذكر لمحة عن الكتاب وأبوابه، فنجد المؤلف رحمه الله يبدأ فورا بصلب الكتاب دون أية مقدمة اطلاقا.
ثم نجد المؤلف قد قسم كتابه إلى واحد وثلاثين بابا وهي:
(1) باب: ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من بشارة المؤمنين بالتثبيت عند سؤال الملكين، وفيه (7) أحاديث.
(2) باب: ما في هذه الآية من الوعيد للكفار بعذاب القبر، قال الله تعالى:
ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء، وفيه (5) أحاديث.
(3) باب: أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بان المؤمن والكافر جميعا يسألان ثم يثبت المؤمن ويعذب الكافر، وفيه (20) حديثا.
(4) باب: نزول الملائكة عند الموت ببشرى المؤمن ووعيد الكافر، وفيه (8) أحاديث.