أبي عمر عن البراء بن عازب قال: خرجنا في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به قال: فرفع رأسه وقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن الرجل المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن على وجوههم الشمس معهم حنوط من حنوط الجنة وكفن من كفن الجنة حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال: فتخرج نفسه فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ثم يخرج منها كأطيب نفحة ريح مسك وجدت على ظهر الأرض فلا يمرون بملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الريح الطيبة فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: ربي الله فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان: ما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت قال فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك فهذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الذي يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي
(٥١)