ربك وما دينك؟ فيقول: ربي الله وديني الإسلام، فيقولان: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان: وما يدريك؟
فيقول: جاءنا بالبينات من ربنا فآمنت به وصدقته، قال: وذلك قوله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ثم قال: وينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فألبسوه من الجنة وأفرشوه منها وأروه منزله منها فيلبس من الجنة ويفرش منها ويرى منزله فيها ويفسح له مد بصره ويمثل له عمله في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول: أبشر بما أعد الله لك، أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم، فيقول: بشرك الله بخير من أنت؟ فوجهك الوجه الذي جاءنا بالخير، فيقول: هذا يومك الذي كنت توعد، والأمن الذي كنت توعد، أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله، بطيئا عن معصيته، فجزاك الله خيرا فيقول: يا رب أقم الساعة كي أرجع إلى أهلي ومالي، قال: وإن كان كافرا فاجرا وكان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا جاءه ملك فجلس عند رأسه فقال:
أخرجي أيتها النفس الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه فتنزل ملائكة سود الوجوه معهم مسوح فإذا قبضها الملك قاموا فلم يدعوها في يده طرفة عين قال فتفرق في جسده فيستخرجها تقطع معها العروق والعصب كالسفود الكثير الشعب في الصوف المبلول فتؤخذ من الملك فتخرج كأنتن ريح وجدت فلا تمر على جند فيما بين السماء والأرض إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون هذا فلان بأسوأ أسمائه حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فلا يفتح له فيقول: ردوه إلى الأرض إني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها نعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى، قال: فيرمى من السماء فتلا هذه الآية (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق قال: فيعاد إلى الأرض وتعاد فيه روحه ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان: