رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله عز وجل، ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) وقال الله عز وجل: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا وصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وقتل الله به من قتل من صناديد كفار قريش قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين من عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا.
3106 - حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن أبي حميد الأنصاري، ثم الساعدي، أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا على الصدقة، فأتاه العامل حين فرغ من عمله، فقال: يا رسول الله هذا الذي لكم، وهذا الذي أهدي إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(فهلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك أم لا؟) ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم عشية على المنبر فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، وقال: (أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا، فيقول: هذا من