الزهري، أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع أسامة بن زيد يحدث سعدا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه ذكر يوما هذا الوجع فقال:
(إنه كان رجز [ا] عذب الله به بعض الأمم، ثم بقي منه في الأرض بقية، فتذهب المرة وتأتي الأخرى، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه، ومن وقع وهو بأرض فلا يخرجنه الفرار منه).
شعيب عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف 3189 - حدثنا عبد الرحمن بن جابر، ثنا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته، قال: فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام، ثم جلست بين أظهرهم، فقال لي رجل منهم: من أنت يا فتى؟ فقلت: أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فقال: رحم الله أباك، حدثني فلان - رجل سماه - أنه قال: والله لألحقن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلأحدثن بهم عهدا، ولأكلمنهم، فقدمت المدينة في زمن عثمان، فلقيتهم إلا عبد الرحمن بن عوف، أخبرت أنه بأرض له بالجرف، فركبت إليه حتى جئته، فإذا هو واضح رداءه يحرك الماء بمساحة في يده، فلما رآني استحيى منى، فألقى المسحاة وأخذ رداءه، فسلمت عليه، فقلت قد جئت لأمر وقد رأيت أعجب منه هل جاءكم إلا ما جاءنا؟ أم هل علمتم إلا ما علمنا؟
فقال عبد الرحمن: لم يأتنا إلا ما جاءكم، ولم نعلم إلا ما علمتم، قلت:
فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون فيها، ونخف في الجهاد وتتثاقلون عنه، وأنتم سفلنا وخيارنا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عبد الرحمن: لم