سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني زيد بن أبي أنيسة عن مجالد بن سعيد حدثني عامر الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام فصلى صلاة الهاجرة ثم قعد ففزع الناس فقال يا أيها الناس اني لم أقم مقامي هذا للفزع ولكن تميم الداري أتاني فأخبرني خبرا منع مني القيلولة مع الفرح وقرة العين فأحببت أن أبشركم بفرح نبيكم أخبرني أن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابهم عاصف فألجأتهم إلى جزيرة فقعدوا في قرب سفينة حتى خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشئ أهلب كثير الشعر لا يدرون رجل هو أو امرأة فسلموا عليه فرد عليهم قالوا ألا تخبرنا قال ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم ولكن هذا الدير قد رأيتموه ففيه من هو إلى خبركم بالأشواق أن يخبركم وأن يستخبركم قلنا فما أنت قالت أنا الجساسة فانطلقوا حتى أتوا الدير فإذا هم برجل موثق في الحديد شديد الوثاق مظهر الحزن كثير التشكي فسلموا عليه فرد عليهم وقال من أنتم قلنا من العرب قال ما فعلت العرب أخرج نبيهم بعد قالوا نعم قال فما فعلوا قلنا خيرا آمنوا به واتبعوه وصدقوه قال ذاك خير لهم قالوا وكان له أعداء فأظهره الله عليهم قال فالعرب إلههم واحد وكلمتهم واحدة ودينهم واحد قالوا نعم قال فما فعلت عين زغر قالوا هي طافحة يشرب أهلها سقيهم ويسقون منها زرعهم قال فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا يطعم جناه كل عام قال فما فعلت بحيرة الطبرية قالوا هي ملأي قال فزفر ثم زفر ثم حلف لو قد خرجت من مكاني هذا ما تركت أرضا من أرض الله الا وطأتها غير طيبة ليس لي عليها سلطان فقال
(٣٩٤)