عاصم بن علي قالا ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصوم ثلاثة أحوال فأما أحوال الصلاة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا ثم أنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فكان هذا حال وكانوا مجتمعون في الصلاة ويؤذن بعضهم بعضا حتى نقسوا أو كادوا أن ينقسوا ثم إن رجلا يقال له عبد الله بن زيد أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو حدثتك إني لم أكن نائما بين النائم واليقظان رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران قائما فأستقبل القبلة فقال الله أكبر الله أكبر حتى فرغ من الأذان مرتين مرتين ثم قال في آخر أذانه الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم تمهل شيئا ثم قام فقال مثل الذي قال غير أنه زاد قد قامت الصلاة فقال علمها بلالا فكان أول من أذن بها بلال وجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله قد أطاف بي مثل الذي أطاف بعبد الله بن زيد غير أنه سبقني إليك فهذان حولان وكانوا يأتون الصلاة قد سبقهم النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة فيشيرون إليهم كم صلى بالأصابع واحدة ثنتين فجاء معاذ وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة فدخل في الصلاة فقال لا أجده في حال إلا كنت عليها ثم قضيت فجاء وقد سبقه ببعض الصلاة فدخل في الصلاة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قام معاذ يقضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سن لكم معاذ فهكذا فافعلوا فهذه ثلاثة أحوال وأما أحوال الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء وصام سبعة عشر شهرا من
(١٣٣)