وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فان القرآن انزل بلسانهم ففعلوا حتى كتبت المصاحف ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف وأمرهم ان يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي ارسل به وذلك زمان أحرقت المصاحب * لفظ حديث شعيب بن أبي حمزة وحديث إبراهيم بن سعد بمعناه لا أنه قال في رواية أبى الوليد بن الحراث بن هشام (1) وقال في رواية إبراهيم ابن حمزة عبد الرحمن بن الحارث ولم يذكر رد المصحف إلى حفصة في رواية أبى الوليد وذكرها في رواية ابن حمزة وقال في آخره فكتبوا الصحف في المصاحف فبعث إلى كل أفق بمصحف وامر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة ان تمحى أو تحرق * رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وعن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد وقال في الروايتين جميعا (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه) * (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد (2) الحارثي ثنا حسين يعنى ابن علي الجعفي عن محمد بن ابان وهو زوج أخت حسين عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه قال اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه قال فجعل الرجل يقول للرجل قراءتي خير من قراءتك قال فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فجمعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم فقد رأيت أن اجمعهم على قراءة واحدة قال فاجمع (3) رأينا مع رأيه على ذلك قال وقال علي رضي الله عنه لو وليت مثل الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع * (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الاعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعثمان رضي الله عنه ما حملكم ان عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فقرنتم بينهما ولم تجمعوا بينهما سطرا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك فقال عثمان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما ينزل عليه من السور التي يذكر فيها كذا وكذا فإذا أنزلت عليه الآيات يقول ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا فإذا نزلت (4) عليه السورة يقول ضعوا هذه في موضع كذا وكذا وكانت الأنفال أول ما انزل عليه بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها تشبه قصتها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها فظننت انها منها من أجل ذلك قرنت بينهما ولم اجعل بينها سطرا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال ففي هذا ما دل على أنها إنما كتبت في مصاحف الصحابة مع دلالة المشاهدة وقد روينا عن أبي عباس ما دل على أنها إنما كتبت في فواتح السور لنزولها وعند نزولها كان يعلم انقضاء سورة وابتداء أخرى (5) * (أخبرنا) أبو علي الروذباري في كتاب السنن أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد الماروزي وابن السرح قالوا ثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير قال قتيبة عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم * رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار *
(٤٢)