فقالت طائفة منها القبلة هاهنا قبل الشمال فصلوا وخطوا خطا وقال بعضهم (1) القبلة ها هنا قبل الجنوب وخطوا خطا فلما اصحبنا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فقد منا من سفرنا فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عن ذلك فسكت وانزل الله عز وجل (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) أي حيث كنتم * وكذلك رواه الحسن بن علي بن شبيب المعمري ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي عن أحمد بن عبيد الله ولم نعلم (2) لهذا الحديث اسنادا صحيحا قويا وذلك لان عاصم بن عبيد الله بن عمر العمرى ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومحمد بن سالم الكوفي كلهم ضعفاء والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها وفي حديثه أيضا تزول الآية في ذلك وصحيح عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر ابن الخطاب ان الآية إنما نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك وقد مضى ذكره * (أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا أبو المثنى ثنا يحيى عن عبد الملك بن أبي سليمان ثنا سعيد بن جبير عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه قال وفيه نزلت (فأينما تولوا فثم وجه الله) * رواه مسلم في الصحيح عن القواريري عن يحيى بن سعيد * (وروينا) عن ابن عباس رضي الله عنهما انها نزلت في المكتوبة ثم صارت منسوخة وذلك فيما (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ اخبرني أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالري ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا والله أعلم شان القبلة قال الله تبارك وتعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) يعنون بيت المقدس فنسخها فصرفه الله إلى البيت العتيق فقال (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وفي كلام الشافعي رحمه الله بيان ما في هذه الرواية عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وهو انه دخل في مبسوط كلامه فلما هاجر إلى المدينة استقبل بيت المقدس موليا عن البيت الحرام وهو يحب لو قضى الله له باستقبال البيت الحرام فأنزل الله عز وجل هذه الآية إلى أن انزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء * قال الشيخ وروى عن ابن عباس انها نزلت في قولهم ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها * (أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدوس الطرايفي حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال قال ابن عباس ان أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود امره الله ان يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهر أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله عز وجل (قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله فولوا وجوهكم شطره) يعنى نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن
(١٢)