قال: ثم خرج فقال عثمان: أما كان فيكم أحد يرد عليه، قالوا: وما منعك من ذلك وأنت أمير المؤمنين، وتفرقوا.
قال عوانة: قال إسماعيل: قال الشعبي: فحدثني عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي، قال: كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان، فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو، فسمعته يقول:
والله ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت، وكان عبد الرحمن بن عوف جالسا فقال: وما أنت وذاك يا مقداد، قال المقداد: إني والله أحبهم لحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإني لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله، ثم انتزاعهم سلطانه من أهله، قال عبد الرحمن:
أما والله لقد أجهدت نفسي لكم، قال المقداد: أما والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر، وأحد، فقال عبد الرحمن، ثكلتك أمك، لا يسمعن هذا الكلام الناس، فإني أخاف أن تكون صاحب فتنة وفرقة.
قال المقداد: إن من دعا إلى الحق وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة، ولكن من أقحم الناس في الباطل، وآثر الهوى على الحق، فذلك صاحب الفتنة والفرقة.
قال: فتريد وجه عبد الرحمن، ثم قال: لو أعلم أنك إياي تعني لكان لي ولك شأن.
قال المقداد: إياي تهدد يا ابن أم عبد الرحمن، ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف.
قال جندب بن عبد الله: فاتبعته وقلت له: يا عبد الله، أنا من أعوانك، فقال: رحمك الله، إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة، قال: فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام)، فلما جلست إليه