ففي، هذه الصحائف نجد المرزباني، يصرح باسم الجوهري، ونقله وروايته عنه، ويقول في بعض الأحايين: كتب إلي أحمد بن عبد العزيز الجوهري، فبالإضافة إلى الرواية يبدو أن كانت بينهما مراسلات أدبية، يسأله المرزباني عن قضايا تتعلق بالشعر والشعراء وأخبارهم، وهذا دليل على علو كعب الجوهري في الأدب والنقد، واطلاعه الواسع على كتب الأدب، واللغة، والنحو، والنقد.
3 - أبو أحمد العسكري:
أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري الخراساني المتوفى 382.
كان أحد الأئمة في الأدب والحفظ. وكان رواية للأخبار والنوادر متوسعا في ذلك، وفي التصريف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، سمع ببغداد، والبصرة، وإصبهان، وغيرها من أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، ونفطويه، وغيرهم وأكثر وبالغ في الكتابة واشتهر في الآفاق بالدراية والاتقان، وانتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس، بقطر خوزستان، ورحل إليه الأجلاء، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني، وأبي سعد الماليني وغيرهما.
وكان الصاحب بن عباد، الوزير الأديب المشهور يود الاجتماع به ولا يجد إليه سبيلا، فقال لأميره مؤيد الدولة بن بويه، إن معسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج إلى كشفها بنفسي فأذن له في ذلك. فلما أتاها توقع أن يزوره أبو أحمد العسكري فلم يزره، فكتب الصاحب إليه:
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا فلم نقدر على الوخدان أتيناكم من بعد أرض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان