السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٠٣
ب‍ (نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) فبعين الله ما تعملون، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
* حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن الضحاك، قال:
حدثنا هشام بن محمد، عن عوانة بن الحكم، قال: لما كلمت فاطمة (عليها السلام) أبا بكر بما كلمته به، حمد أبو بكر الله وأثنى عليه وصلى على رسوله ثم قال:
يا خيرة النساء، وابنة خير الآباء، والله ما عدوت رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما عملت إلا بأمره، وإن الرائد لا يكذب أهله، وقد قلت فأبلغت، وأغلظت فأهجرت، فغفر الله لنا ولك، أما بعد فقد فعت؟ آلة رسول الله ودابته وحذاءه إلى علي (عليه السلام)، وأما سوى ذلك فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا أرضا ولا عقارا ولا دارا، ولكنا نورث الإيمان والحكمة والعلم والسنة، فقد عملت بما أمرني، ونصحت له وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

(١) سورة الهمزة: ٧.
(٢) ابن أبي الحديد ١٦: ٢١١. وقد اختصر الخطبة وتأتي بمجموعها في الملحقات كما جاءت في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري.
(٣) ابن أبي الحديد ١٣: ٢١٣.
لقد أجاب المحققون والمحدثون على كلام أبي بكر، وأن قوله هذا مفتعل على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومختلق على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن جميع مفاهيم الإسلام والسنة المحمدية ظهرت واضحة على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف لم يظهر هذا القول إلا بعد وفاته والناقل له هو وحده... وهل أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا سمح الله أتى خلاف ما جاء به القرآن كما قالت واستشهدت بها فاطمة (عليها السلام) من الآيات، وكيف أخرج أبو بكر وبأي ديل وسنة، آلة الرسول ودابته وحذاءه من ضمن الإرث ودفعها إلى علي (عليه السلام).
وعلى حد قول أبي بكر فإن فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورثت إيمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمته وعلمه وسنته، وإنها وارثة في جميع ذلك، هل يمكن أن تدعي ما ليس لها بحق... كلا وألف كلا... وهل يجوز لأبي بكر أن يقول في حق الصديقة الطاهرة:
أغلظت فأهجرت، فغفر الله لنا ولك... اللهم إليك المشتكى وإليك المصير.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست