عند موته غصة في حلقه فأدى ذلك إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه، ثم قام بعده عمر بن الخطاب فمصر الأمصار، وخلط الشدة باللين، وحسر عن ذراعيه وشمر عن ساقيه، وعد للأمور أقرانها وللحرب آلتها فلما أصابه فتى المغيرة بن شعبة أمر ابن عباس يسأل الناس هل يثبتون قاتله فلما قيل فتى المغيرة بن شعبة استهل يحمد ربه أن لا يكون أصابه ذو حق في الفئ فيحتج عليه بأنه إنما استحل دمه بما استحل من حقه، وقد كان أصاب من مال الله بضعة وثمانين ألفا فكسر لها رباعه (1) وكره بها كفالة أولاده فأدلها إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبيه ثم يا عمر بني الدنيا ولدتك ملوكها، وألقمتك ثدييها، ونبت فيها تلتمسها مظانها، فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها الله، هجرتها وجفوتها، وقذرتها الا ما تزودت منها، فالحمد لله الذي جلا بك حوبتنا وكشف بك كربتنا فامض ولا تلتفت فإنه لا يعز على الحق شئ، ولا يذل على الباطل شئ أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات، قال أبو أيوب فكان عمر بن عبد العزيز يقول في الشئ قال لي ابن الأهتم امض ولا تلتفت (باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته) (حدثنا) أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال قحط أهل المدينة قحطا
(٤٣)