(باب في اعظام العلم) (أخبرنا) يعقوب بن إبراهيم ثنا روح ثنا حجاج الأسود قال قال ابن منبه كان أهل العلم فيما مضى يضنون بعلمهم عن أهل الدنيا فيرغب أهل الدنيا في علمهم فيبذلون لهم دنياهم وان أهل العلم اليوم بذلوا علمهم لأهل الدنيا فزهد أهل الدنيا في علمهم فضنوا عليهم بدنياهم (أخبرنا) يعقوب بن إبراهيم ثنا محمد بن عمر بن الكميت ثنا علي بن وهب الهمداني حدثنا الضحاك بن موسى قال مر سليمان بن عبد الملك بالمدينة وهو يريد مكة فأقام بها أياما فقال هل بالمدينة أحد أدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له أبو حازم فأرسل إليه فلما دخل عليه قال له يا أبا حازم ما هذا الجفاء قال أبو حازم يا أمير المؤمنين وأي جفاء رأيت مني قال أتاني وجوه أهل المدينة ولم تأتني قال يا أمير المؤمنين أعيذك بالله ان تقول ما لم يكن ما عرفتني قبل هذا اليوم ولا انا رأيتك قال فالتفت سليمان إلى محمد بن شهاب الزهري فقال أصاب الشيخ وأخطأت قال سليمان يا أبا حازم ما لنا نكره الموت قال لأنكم أخربتم الآخرة وعمرتم الدنيا فكرهتم ان تنتقلوا من العمران إلى الخراب قال أصبت يا أبا حازم فكيف القدوم غدا على الله قال اما المحسن فكالغائب يقدم على أهله واما المسئ فكالآبق يقدم على مولاه فبكى سليمان وقال ليت شعري ما لنا عند الله قال أعرض عملك على كتاب
(١٥٥)