يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة أشد من الأولى ثم اقبل علي فقال يا أبا مويهبة اني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي قلت بأبي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبو مويهبة لقد اخترت لقاء ربى ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه (أخبرنا) سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال قد نعيت إلي نفسي فبكت فقال لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقا بي فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت قالت إنه أخبرني انه قد نعيت إليه نفسه فبكيت فقال لي لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن هم أرق أفئدة والايمان يمان والحكمة يمانية (أخبرنا) الحكم بن المبارك ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب ابن عتبة عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت رجع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وانا أجد صداعا وأنا أقول وا رأساه قال بل انا يا عائشة
(٣٧)