تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذ كان عندك خير الخلق أن يشفع لك فإن خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول: إني أهلك عطشا فيقول: زادك الله ظمأ وزادك الله عطشا، قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ قال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا إذا ذكرنا وترك أشياء أجترئ عليها غيره وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد (1).
[11972] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الله ابن موسى، عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن المعلى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن العباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا (عليه السلام) خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام، واسري بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر الي ونظرت إليه، قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وامي؟
فقال: يا ابن عباس إن أول ما كلمني به أن قال: يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه الي فكلمني وكلمته وكلمني ربي عز وجل فقال لي: قد قبلت وأطعت فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤني وقالوا لي: يا محمد والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟