من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان (١).
[٦٦٤٩] ٦ - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص ان من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فإن الله عز وجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره بالصبر والرفق فقال: ﴿واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة﴾ (٢) وقال تبارك وتعالى: ﴿ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم﴾ (٣) فصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عز وجل ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾ (٤) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عز وجل ﴿قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا﴾ (٥) فألزم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل الله عز وجل ﴿ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون﴾ (6) فصبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا