من خالفنا فأراه حسن السمت، قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق ولكن قل حسن السيماء فإن الله عز وجل يقول: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قال قلت: فأراه حسن السيماء وله وقار فاغتم لذلك، قال: لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين: كونوا خلقا باذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا باذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها باذني فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتبعه أولوا العزم من الرسل وأوصياؤهم واتباعهم ثم قال لأصحاب الشمال: ادخلوها باذني، فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا،: فقال لأصحاب اليمين: اخرجوا باذني من النار لم تكلم النار منهم كلما ولم تؤثر فيهم أثرا فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول، قال: قد أقلتكم فادخلوها فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا فأمرهم بالدخول ثلاثا كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر أولئك ثلاثا كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا باذني فخلق منه آدم، قال:
فمن كان هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين (1).
[5690] 3 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عبد الله، عن ابن محبوب، عن ابن صهيب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يجمع الله لمنافق ولا فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا (2).