68 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال:
سمعت أبا عبد الله (ع) يقول، وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، أواجب هو على الأمة جميعا؟
فقال: لا.
فقيل له: ولم؟
قال: إنما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أي من أي، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله عز وجل قوله: * (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) * (1)، فهذا خاص غير عام، كما قال الله عز وجل: * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (2)، ولم يقل:
على أمة موسى ولا على كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة، والأمة واحد (3) فصاعدا، كما قال الله عز وجل: * (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله) * (4).
يقول: مطيعا لله عز وجل، وليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عذر (5) ولا طاعة (6).