محمد عليه السلام " (1).
وهذا جابر بن يزيد الجعفي يقول للإمام الباقر عليه السلام:
" إذا حدثتني بحديث فاسنده لي... " (2).
وهذا الكلام من جابر لا لأنه لا يرى حجية قول الإمام عليه السلام، بل طلبه لذلك كان إما تبركا أو لموقع احتجاجه على الخصوم.
وما كل هذا الاهتمام من الأصحاب بالاسناد والتأكيد عليه، إلا لشعورهم بأهمية مكانته، وخطورة دوره في إيصال أحكام الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى من لم يتشرف بسماعها من منبعها الصافي ومنهلها العذب.
وقد روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني باسناده عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
" قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا حدثتم بحديث، فأسندوه إلى الذي حدثكم، فإن كان حقا فلكم وإن كان كذبا فعليه " (3).
وهذا الحديث المبارك يعتبر أقدم نص عند المسلمين قاطبة، يدل بصراحة على أهمية الاسناد وعلو شأنه، وأنه به ينجو الناقل للحديث من بعض الكبائر التي توعد عليها بالنار.
وقد روي عن عبد الله بن المبارك (ت / 181 ه) أنه قال: " الاسناد من الدين، ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء " (4).
.