في جميع سلسلة السند ممن رواه حتى يبلغوا به قائله.
وإذا حدث أحدهم بشئ لم يكونوا قد سمعوه من قبل كانوا يسألونه عن إسناده، فإن أخبرهم أو أحالهم على كتاب معروف، أو أصل مشهور نظروا به، والا رفضوه، بل قد بلغ الامر بهم أنهم كانوا يهجرون من يروي عن الضعفاء ويهملون من يعتمد المراسيل، حتى أدى ذلك إلى إخراج جماعة من الرواة عن (قم) بأمر من كبار علمائها، لاعتمادهم ذلك، وأوصوا الناس بعدم أخذ حديثهم، وإذا ما اطلعوا عليها - لاحقا - كانوا يحذفونها من كتبهم. وكانوا لا يستحلون رواية حديث أو كتاب لم يصل إليهم مسندا، ولذلك ترك أيوب بن نوح - الثقة الجليل - الرواية عن محمد بن سنان الزاهري وقال: " لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان " (1)، لأنه قال قبل موته: " لم يكن لي سماع ولا رواية إنما وجدته " (2).
وقد روى النجاشي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى أنه قال:
خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث، فلقيت بها الحسن بن علي الوشاء، فسألته أن يخرج إلي كتاب العلاء بن رزين القلاء، وأبان بن عثمان الأحمر، فأخرجهما إلي، فقلت له: أحب أن تجيزهما لي.
فقال لي: رحمك الله وما عجلتك؟! إذهب فاكتبهما واسمع من بعد.
فقلت: لا آمن الحدثان.
فقال: لو علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب، لاستكثرت منه، فإني أدركت في هذا المسجد تسعمئة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن .