السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ١١٤
ونريد أن نقول إن الزهراء (عليها السلام) حين طالبت بفدك قالت حقا، وبالوقت نفسه نقول إن أبا بكر قال حقا واجتهد صدقا، ونريد أيضا أن نوفق بين قول عمر في خالد أنه قتل مسلما ونزا على زوجته - حينما نذكر مالك ابن نويرة - وقول أبي بكر إن خالدا اجتهد وأخطأ، وأعطاه وسام سيف الله على الرغم من أنه كرر تلك الجرائم بمرأى ومسمع منه (1).
ونريد أن نوفق بين كلمة عمر يوم قام بفتنته ساعة طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مريض البياض والدواة ليكتب للأمة عهدا لن يضلوا بعده فقال متحديا مقام الرسالة: أن الرجل ليهجر (2) ونتناسى أن أبا بكر عهد في مرض موته إلى عمر وهو

(١) راجع هذا الكتاب في فصل مالك ابن نويرة.
(٢) أخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس كان يقول: يوم الخميس، وما يوم الخميس، قال: وكأني أنظر إلى دموع ابن عباس على حدة كأنها اللؤلؤ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إيتوني بالكتف والدواة، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا. قال: فقالوا: إنما يهجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (الطبقات: ٢ ق ٢ / ٣٧).
وقال الإمام الغزالي في باب ترتيب الخلافة:
ولما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال قبل وفاته: " إيتوني بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر، وأذكر لكم من المستحق لها من بعدي ". قال عمر (رضي الله عنه) دعوا الرجل فإنه ليهجر... سر العالمين وكشف ما في الدارين مخطوط، انظر فهرست دار الكتب المصرية: ١ / ٣١٦. (مسند أحمد: ٣ / ٣٤٣).
المؤلف - وأورد هذا الحديث سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ٦٥ وأخرجه ابن سعد عن ابن عباس... فقال من كان عنده:
إن نبي الله يهجر قال: فقيل له:
ألا نأتيك بما طلبت، قال: أو بعد ماذا، قال: فلم يدع (الطبقات: ٢ ق ٢ / ٣٦ ط ليدن).
وأخرج أحمد، عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده، قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها. (مسند أحمد: ٣ / ٣١٦).
وأخرج البخاري، عن ابن عباس.. قال: فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحديث.
وجاء في (النهاية في غريب الحديث: ٥ / ٢٤٦) بعده وجاء في صحيح مسلم: إن رسول الله يهجر (صحيح مسلم: ٣ / ١٢٥٩ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مسند أحمد: ١ / ٣٣٥).
أخرج البخاري في صحيحه: ٦ / ١١: عن ابن عباس (رضي الله عنه): لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا.
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول:
إن الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.
(صحيح البخاري: ٢ / 178 بحاشية السندي ط عيسى البابي) قال الفيومي: هجر المريض في كلامه هجرا خلط وهذى. والهجر بالضم: الفحش. (مصباح المنير ص 634).
وقال ابن الأثير: الهجر بالضم. هو الخنا والقبيح من القول.. ومنه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما شأنه. أهجر؟.. والقائل كان عمر.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 » »»
الفهرست