(572) 15. قال: روى (1) شيخ من أصحابنا، قال: سمعته يقول:
ألم تعلم أن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واصطفاه بالوحي على حين فترة من الرسل، وانقطاع من السبل، ودروس من الأمر، وضلال من الناس، بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وكان أول أمته له (2) إجابة، وأقربهم منه قرابة، وأوجبهم له (3) حقا وله نصيحة ابن عمه لأبيه وأمه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وربيبه (4) في حجره، وزوج ابنته سيدة نساء العالمين، وأبو ولديه: الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، فمضى سابقا ذائدا عن دعوته، باذلا مهجته، خائضا في غمرات الموت دونه، ففرج الكرب الشديد (5) بسيفه عن وجهه، لم يول دبرا قط [ولم يستعتب من خطيئة قط، ولم يسبق إلى فضل قط] (6) حامل راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل مشهد، وأخوه دون المسلمين في كل محشد، ومغمض عينيه، وغاسل جسده، ومؤديه إلى حفرته، ومدخله في قبره، لم يقدم (7) رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدا قبله، نزل القرآن بفضائله، وتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمناقبه، فهاتوا من له فضل كفضله، لم يعنفه الكتاب، ولم تجهله السنة.
(573) 16. أبو داود قال: حدثني بعض أصحابنا:
أنه مر مع أبي عبد الله (عليه السلام) وإذا إنسان يضرب في الشتاء في ساعة باردة، فقال:
سبحان الله! أفي مثل (8) هذه الساعة يضرب؟ قال: قلت: جعلت فداك وللضرب (9) حد؟ قال:
فقال لي: نعم، إذا كان الشتاء ضرب في حر النهار، وإذا كان الصيف ضرب في برد النهار.