في سفره، وموقف عتاب بن أسيد الذي سنشير إلى سره في هذا الفصل.
وإذن فقد كان الهوى المادي مستوليا على جماعة من الناس يومئذ.
ومن الواضح أن عليا كان يتمكن من إشباع رغبتهم بما خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الخمس وغلات أراضيه في المدينة وفدك التي كانت ذات نتاج عظيم كما عرفنا في الفصل السابق.
والطور الاخر من المقاومة التي كان علي مزودا بإمكانياتها ما لمح إليه بقوله: (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة)، وأعني بذلك أن الفكرة العامة يومئذ التي أجمعت (1) على تقديس أهل ا لبيت والاعتراف لهم بالامتياز العظيم بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت سندا قويت للمعارضة وقد رأى الحزب الحاكم أن موقفه المادي حرج جدا، لأن أطراف المملكة التي تجبى منها الأموال لا تخضع للحكم الجديد إلا إذا استقرت دعائمه في العاصمة، والمدينة بعد لم تخضع له خضوعا إجماعيا.
ولئن كان أبو سفيان أو غير أبي سفيان قد باع صوته للحكومة، فمن الممكن أن يفسخ المعاملة إذا عرض عليه شخص آخر اتفاقا أكثر منها ربحا، وهذا ما كان يستطيع علي أن يقوم به في كل حين. فيجب والحالة هذه أن تنتزع من علي الذي لم يكن مستعدا للمقابلة في تلك الساعة الأموال التي صارت مصدرا من مصا در الخطر على مصالح الحزب الحاكم ليضمن بقاء