" إذا ظهرت البدع البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل فعلية لعنة الله " وغيره من الأحاديث النبوية والآثار الإلهية، فتمثلت بقول الشاعر:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد * لنفسي حياة مثل أن أتقدما لولا ذلك لكنك من المتأخرين، بل من المستخفين من أكثر المخلوقين فلا جرم إن قمت بما استطعته من المذاكرة والتعليم، والمبالغة في التعريف والتفهيم، متمثلا بقول المعلي:
لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفى الدنيا كريم ولكن البلاد إذا قشعرت * وصوح نبتها رعي الهشيم هذا! مع تشتت البال وضعف الحال، وكثرة المعاندين من أهل الضلال، و الحاسدين من الجهال، وشياع الفتن وظهور القيل والقال، ولله الحمد وله الشكر وإليه المشتكى في المبدء والمآل.
وكان ممن صحبته في الله وتحققت أن حركاته وسكناته مخلصة لله، السيد السند الظهير المعتمد العالم العامل الفاضل الكامل مرضي الأخلاق، زاكي الاعراق، كريم المحاسن والشيم عالي المفاخر والهمم، رفيع القدر بين الأمم، حسن المحامد السنية، والمكارم العلية، المحافظ على الطاعات الفرضية، المداوم على المرغبات النفلية، محكم المعارف العقلية، ومتقن المسائل الشرعية، وموضح الدقائق الفرعية سيدنا الأجل الأفضل الأكمل السيد شريف ابن السيد الفاضل العالم الكامل السيد جمال الدين نور الله ابن التقي الزكي المكاشف بالسر الخفي شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري أيده الله تعالى بالعنايات الأبدية، والكرامات السرمدية.
التمس مني قراءة الكتاب الموسوم بالارشاد لعلمه أن في قرائته الهدى والرشاد والوصول إلى طريق السداد، فأجبت ملتمسه لدى، وعلمت أن ذلك فضل من الل تعالى ساقه إلى، فقرأه من أوله إلى آخره قراءة تشهد له بأنه من أهل العلم والسعادة، وكانت الإفادة منه أكثر من الاستفادة ولم يأل جهدا في تحقيق مسائله الشريفة، وغوامضه اللطيفة، ودقايقه المنيفة، ولم يكتف من دون أن قرأ حواشي قد اقتضاها التحصيل للحقايق الشرعية،