" 56 " صورة إجازة المولى محمود (1) بن محمد اللاهيجاني تلميذ الشهيد الثاني للسيد الأمير (2) صدر جهان.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الحكيم العليم، والصلاة على محمد خير من أرسل للارشاد والتعظيم، وعلى عترته الذين جعل الله تعالى مودتهم أجزا للنبي الكريم، وواسطة للنجاة من العذاب الأليم، ورابطة للخلود في النعيم.
وبعد فإنه قد توافق الملل والنحل، وتطابق النقل وعقل الكمل، على أن أول ما يتقرب به إلى الله عز وجل، وأولى ما يكمل به نفوس العلم ثم العمل، وأن تحصيله تارة بالفكر والتأمل والنظر والتعقل، وأخرى بالأخذ من أفواه الرجال والاستفادة من كتب أهل العلم والكمال، طورا بالدراية ودورا بالرواية، والذي يتم الان من الشأن ليس إلا الإجازة التي بها عن الكذب والافتراء مخلص ومفازة.
وكان قد أشار إلى العبد الأقل السيد الأجل الأفضل الأكمل، المؤيد بالنفس القدسية، والرياسة الانسية، الموفق للجمع بين مكارم الأخلاق وطيب الأعراق، نجل النبي وسليل الوصي، وللسبط والد الأئمة نعم الولد وحبذا السمي، المختص بمواهب الملك المنان، المدعو بصدر جهان، جمع الله تعالى له في الدنيا بين أفنانها، وبين العمل والعرفان، وجعله في الآخرة مع آبائه في صدر الجنان، يطلب إجازة متضمنة لما أجاز لي المشايخ الأجلاء والعلماء العظماء حشرهم الله تعالى في زمرة الأنبياء والأوصياء وكان أمره موجبا للاسعاف، وإن كان قدره آبيا عن مثل هذا عند