صورة إجازة من الشهيد الثاني (1) قدس الله روحه للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزايري رحمه الله (2).
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وسلامه على عباده الذين اصطفى، والصلاة على نبيه محمد وآله الخلفاء الشرفاء.
وبعد فان محتك النفوس في قوتها العلمية والعملية، من الغاية القصوى للغاية الإلهية، والسبب الأعلى للسعادة الأبدية والكرامة السرمدية، وكانت العلوم الشرعية والأخبار النبوية، عمادها الأعظم بدلالتهما العقلية ثم لتحصيله في (الشرع) طريقان دراية بها على الجهة المرضية، ورواية بطرقها الصحيحة الشرعية.
ثم إن الأخ في الله تعالى المولى الجليل والفاضل النبيل تاج العلماء وجمال النبلاء، الشيخ تاج الملة والحق والدين، ابن المرحوم المبرور المقدس الشيخ هلال الجزايري أصلا ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من العلوم الشرعية، واتفق الاجتماع به والتشرف بصحبته بمكة المشرفة، وجرى في خلال المجاورة و مجالس المذاكرة وزمن المصاحبة جملة من المباحث العلمية والفروع الشرعية، بحيث دلني ذلك على أهليته لما هنالك، والتمس مني أن أجيزه ما يجوز لي روايته.
فاستخرت الله تعالى وأجزته جميع ما جرى به قلمي من المصنفات المختصرة والمطولة، والحواشي والفوائد المفردة، والفتاوى وهي كثيرة شهيرة، لا يقتضي الحال ذكرها، ومن أهمها كتاب مسالك الأفهام في تنقيح شرايع الاسلام، وفق الله تعالى