فيكون مصيره إلى النار، كما أن المسبوق في الدنيا يحرم العوض ويقع في نار الحسرة والندامة في عدم تضمير فرسه، والأول أبلغ وأكمل في التشبيه.
الثالث: أن يكون المراد بالمضمار ميدان المسابقة، وبالسباق عوض السباق على حذف المضاف أي يتسابقون في الدنيا إلى السعادات والكمالات، فالسابق خطره وعوضه الجنة يأخذها في الآخرة، والمسبوق غايته ومصيره النار لعدم استحقاق الجنة وعلى هذا يمكن أن يقرأ السباق بالضم والتشديد، أي السابقون يحضرون غدا لاخذ سبقهم لكنه مخالف للمضبوط في النسخ.
الرابع: أن يكون المراد بالسبقة ما يسبقون إليه كما يظهر من كلام السيد وإن لم نر في اللغة بهذا المعنى أي يستبقون في القيامة إلى الجنة فمن صير نفسه في مضمار الدنيا صالحا للوصول إليها ينتهي إليها، ومن لم يكن كذلك فغاية سيره النار لانتهاء قوته عندها وعدم قدرته على التجاوز عنها.
الخامس: أن يكون المراد باليوم كل زمان سابق من أزمنة عمر الدنيا، وبالغد الزمان الذي بعده، أي كل عمل تعمله اليوم من خير تصير به نفسك أقوى للعمل في الغد، فكل يوم مضمار للمسابقة في غده، وغاية سير السعداء في هذا المضمار الجنة، وغاية سير الأشقياء في هذا الميدان النار، إذ بعد قطع الحياة ينتهى المضمار فهو إما إلى الجنة أو إلى النار، كما قال عليه السلام: " ليس بين أحدكم وبين الجنة والنار إلا الموت " وهذا معنى لطيف ويمكن أن تتنبه به لما هو ألطف من ذلك.
" قبل هجوم منيته " الهجوم الدخول بغتة، والمنية الموت، والبؤس الخضوع وشدة الحاجة، وفي الفقيه: قبل يوم منيته يوم بؤسه وفقره " فاذكروا الله " بالثناء والطاعة " يذكركم " بالثواب والمغفرة الرحمة، أو يباهي بكم في الملاء الاعلى والابتهال التضرع، والإنابة التوبة أو الرجوع إلى الطاعة.
" أو نصف صاع " كذا في أكثر النسخ، ونسب إلى خطه رحمه الله وفي