بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٨ - الصفحة ٣٥
وفي نهج البلاغة (1) هكذا " الحمد لله غير مقنوط من رحمته، ولا مخلو من نعمته ولا مأيوس من مغفرته ولا مستنكف عن عبادته الذي لا تبرح منه رحمة ولا تفقد له نعمة " وفي الفقيه هكذا " والحمد لله الذي لا مقنوط من رحمته، ولا مخلو من نعمته ولا مؤيس من روحه ولا مستنكف عن عبادته " فيمكن أن يقرأ مقنوط ونظائره بالرفع فتكون مع الظرف بتقدير الجملة أي لا يقنط من رحمته، أو يكون صدر الصلة ضميرا محذوفا ويمكن أن يقرأ الجميع بالنصب ويكون المفعول في المقنوط والمخلو بمعنى الفاعل كما قيل في " حجابا مستورا " أي لا قانط من رحمته ولا خالي من نعمته، فالمستنكف يكون على بناء الفاعل مع أن قنط أتى متعديا، قال الفيروزآبادي القنط المنع.
" الذي بكلمته " أي بقوله كن أو بقدرته وإرادته مجازا، أو باسمه الأعظم كما مر وسيأتي " وقرت الأرضون السبع " كونها سبعا (2) إما باعتبار الأقاليم أو

(1) نهج البلاغة تحت الرقم 45 من قسم الخطب.
(2) وعندي أن المراد بالسماوات السبع: السيارات السبعة التي تسبح حول الشمس في مدار أعلى من مدار الأرض وهو قوله عز وجل: " وبنينا فوقكم سبعا شدادا " أي صلبا لا ارض عليها كالصخور والجبال. وكل منها تسبح في فلك لقوله عز من قائل: " ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ". وكل واحد منها تطابق الاخر من حيث الخلق والنظام كما قال عز وجل: " الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ".
وعلى هذا تكون السماء الدنيا هي المريخ، وهي التي قد زينت سماؤها بزينة الكواكب وهي النجيمات التي تبلغ عددها مآت ألوف كلها تدور حول الشمس في منطقة عرضها مائة مليون ميل، ترى في ليلة المريخ كأبدع ما يمكن أن يرى، مع ما يرى من لمعان سائر الثوابت والسيارات وتقابل مسيرها عند الرائي فسبحان الله البديع الباري.
والظاهر من قاعدة بود أن تلك النجميات كانت سيارة اصطدم بغيرها، أو انفطرت من داخلها وانشقت وأذنت لربها وحقت، فعل الله ذلك بها قبيل مبعث نبينا صلى الله عليه وآله لتكون نجيماتها شهابا ورصدا للشياطين لا يسمعون إلى الملاء الاعلى من مريخ قال عز وجل:
" انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " وقال عز من قائل: " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ".
وقال عز من قائل حاكيا عن الجن " وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا "، فصرح بأن تلك الشهب الراصدة للنافذين في السماء الدنيا إنما وجدت عند مبعث نبينا صلى الله عليه وآله.
وأما الأرض، فكما عرفت في ج 81 ص 165 أن المراد بها (خاك) بالفارسية فلم يرد لفظها في كتاب الله العزيز على كثرة مواردها الا مفردة، سواء ذكرت في قبال السماوات أو ذكرت بنفسها فقط وهذه الآيات بكثرتها تدل صريحا على أن كرتنا الأرضية مفردة في منظومتنا من حيث التراب الذي علاها وهي التي تمتاز وتتزين بالعشب والحياة.
وأما الآية الكريمة في سورة الطلاق: 12 " الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن " فالظاهر بل الصريح منها أن الله عز وجل إنما خلق سبع سماوات شدادا و خلق من الأرض مثل السماوات في اشتدادها وصلابتها وهي الجبال الراسية فيها لئلا تميد الأرض بمن عليها، كما قال عز وجل: " وجعل في الأرض رواسي أن تميد بكم ".
ينص على ذلك الآيات التي تبحث عن الخلق ومنها قوله عز وجل (فصلت: 12) " قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضيهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ".
ومثلها الآيات في سورة المؤمنون 84: " قل لمن الأرض ومن فيها ذلك أن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون ".
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثاني * أدعية عيد الفطر وزوايد آداب صلاته وخطبها 1
3 الدعاء بعد صلاة الفجر يوم الفطر 1
4 الغسل في يوم الفطر والدعاء عند التهيأ للخروج إلى صلاة العيد 5
5 تفسير الحروف المفتتح بها السور، وفي الذيل ما يناسب المقام 10
6 الدعاء عند استفتاح الخروج للصلاة 16
7 الدعاء قبل الصلاة وبعدها، ومعنى بعض لغات الدعاء 20
8 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام يوم الفطر 29
9 توضيح وشرح للخطبة وإشارة إلى موارد الاختلاف 32
10 بحث في معنى الأرض، والسماوات السبع 35
11 * الباب الثالث * أدعية عيد الأضحى وبعض آداب صلاته وخطبها 47
12 الدعاء في صبيحة يوم النحر بعد الغسل ولبس أنظف الثياب 47
13 الدعاء عند الخروج من المنزل إلى المصلى 50
14 الدعاء في الطريق والجلوس في مكان الصلاة 51
15 معاني بعض لغات الدعاء 53
16 كيفية صلاة العيد 60
17 الدعاء بعد صلاة العيد 63
18 الدعاء في يوم العيد الأضحى 69
19 الدعاء بعد الانصراف من الصلاة 76
20 شرح وتوضيح للدعاء وبيان معاني لغاته 86
21 قصة الدجال وأنه المسيح الكذاب 92(ه‍)
22 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام في يوم الأضحى، والتكبير فيه 99
23 * الباب الرابع * عمل ليلتي العيدين ويومهما وفضلهما والتكبيرات فيهما وفى أيام التشريق... 112
24 في التكبير وكيفيته 116
25 الصلاة في ليلة الفطر والدعاء بعدها 120
26 في أن التكبير في العيدين واجب، والتكبير في أيام التشريق 128
27 * الباب الخامس * النوادر، وفيه: 4 - أحاديث 134
28 فيما نادى مناد من قبل الله بعد شهادة الحسين (ع) وأن العامة لا يوفقون لصوم ولا فطر 134
29 * الباب السادس * صلاة الكسوف والخسوف والزلزلة والآيات، وفيه: آيات، و: 40 - حديثا 137
30 في الذيل تحقيق في مؤلف كتاب الاختصاص 138(ه‍)
31 كيفية صلاة الآيات، وفي الذيل بحث للمقام 139(ه‍)
32 في قراءة السورة في صلاة الآيات 142
33 في صلاة الآيات بالجماعة، وقصة ذي القرنين، وعلة الزلزلة 146
34 في أن الرياح كانت على أربعة: الشمال، والجنوب، والدبور، والصبا 148
35 العلة التي من أجلها جعلت للكسوف صلاة، وجعلت عشر ركعات 152
36 * أبواب * * ساير الصلوات المسنونات والمندوبات * * أبواب * * الصلوات المنسوبة إلى المكرمين وما يهدى إليهم * * والى ساير المؤمنين وفيها: 3 - أبواب * * الباب الأول * صلاة النبي والأئمة عليهم السلام وفيه: 12 - حديثا 169
37 صلاة النبي صلى الله عليه وآله والدعاء بعدها، وفيها بيان 169
38 صلاة أمير المؤمنين (ع) والقول بأنها صلاة فاطمة عليها السلام والدعاء بعدها وشرحها 171
39 صلاة أخرى لعلي عليه السلام والدعاء بعدها 178
40 صلاة فاطمة عليها السلام والتسبيحات والدعاء بعدها 180
41 صلاة أخرى لها عليها السلام للامر المخوف العظيم 183
42 صلاة الحسن بن علي عليهما السلام والدعاء بعدها 185
43 صلاة الحسين بن علي عليهما السلام والدعاء بعدها 186
44 صلاة الإمام زين العابدين ودعاءه عليه السلام 187
45 صلاة الإمام الباقر ودعاءه (ع)، وصلاة الإمام الصادق ودعاءه (ع)... 188
46 صلاة الإمام الرضا ودعاءه عليه السلام، وصلاة الإمام الجواد ودعاءه عليه السلام... 189
47 صلاة الإمام العسكري ودعاءه عليه السلام، وصلاة الحجة المنتظر (عج) 190
48 في صلاة النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 191
49 * الباب الثاني * فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام وصفتها واحكامها، وفيه: 14 - حديثا 193
50 في صلاة جعفر رضي الله تعالى عنه والدعاء بعدها 193
51 في صلاة جعفر، وأفضل أوقاتها، وحكم السهو فيها 205
52 تفصيل وتبيين في التسليم والتسبيح وترتيبه والأقوال في القراءة في صلاة... 212
53 * الباب الثالث * الصلوات التي تهدى إلى النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين... 215
54 في أن من جعل ثواب صلاته لرسول الله وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده... 215
55 فيما تهديه إلى الأئمة وفاطمة عليهم السلام وصلاة الهدية 216
56 الصلاة بعد دفن الميت وصلاة ليلة الدفن 218
57 صلاة الوالد لولده، وصلاة الولد لوالديه 220
58 * أبواب * * الاستخارات وفضلها وكيفياتها وصلواتها * * ودعواتها، وفيها: 8 - أبواب * * الباب الأول * ما ورد في الحث على الاستخارة والترغيب فيها والرضا والتسليم بعدها 222
59 عن الصادق (ع): يقول الله عز وجل: من شقاء عبدي أن يعمل الاعمال ولا يستخير بي 222
60 * الباب الثاني * الاستخارة بالرقاع 226
61 من طرايف الاستخارات وعجايبها 232
62 * الباب الثالث * الاستخارة بالبنادق 235
63 الاستخارة عن مولانا الحجة عجل الله تعالى فرجه 239
64 * الباب الرابع * الاستخارة والتفأل بالقرآن 241
65 * الباب الخامس * الاستخارة بالسبحة والحصا 247
66 * الباب السادس * الاستخارة بالاستشارة 252
67 فيمن أراد أن يشترى أو يبيع أو يدخل في أمر، وحدود المشورة 252
68 * الباب السابع * الاستخارة بالدعاء فقط من غير استعمال عمل يظهر به الخير أو استشارة أحد... 256
69 دعاء الاستخارة بعد صلاتها 270
70 * الباب الثامن * النوادر 285
71 في جواز الاستخارة للغير 285
72 من أراد أن يرى في منامه كلما أراد 286
73 * أبواب * * الصلوات التي يتوصل بها إلى حصول المقاصد * * والحاجات سوى ما مر في أبواب الجمعة والاستخارات * * الباب الأول * صلاة الاستسقاء وآدابها وخطبها وأدعيتها، وفيه: آيات، وأحاديث 289
74 * الباب الثاني * صلاة الحاجة ودفع العلل والأمراض في ساير الأوقات 341
75 في صلاة صليها موسى بن جعفر عليهما السلام وإطلاقه عن الحبس 342
76 فيمن كان له دينا أو من ظلمه 346
77 صلاة العفو، وحديث النفس، والاستغفار، والكفاية، والفرج 354
78 صلاة المكروب، والاستغاثة بالبتول عليها السلام، والاستغاثة، والغياث... 356
79 صلاة العسرة، والمهمات، والرزق، والدين 358
80 صلاة المظلوم، والمهمات، وطلب الولد 362
81 بحث حول كلمة: سبعين، في سبعين مرة، الآية 364
82 صلاة للذكاء وجودة الحفظ 369
83 صلاة للشفاء من كل علة 370
84 صلوات الأوجاع 372
85 * الباب الثالث * الصلاة والدعاء لمن أراد أن يرى شيئا في منامه 379
86 * الباب الرابع * نوادر الصلاة وهو آخر أبواب الكتاب 381
87 صلاة الدخول في بلد جديد والخروج منه 381
88 صلاة أول ليلة من الشهر، وصلاة من قطع ثوبا جديدا 382