بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٨ - الصفحة ٣٣
وتعيشهم فمن حقه أن يحمد عليها ولا يكفر، أو على قوله: " خلق " على معنى أنه خلق ما لا يقدر عليه أحد سواه، ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شئ منه.
ومعنى " ثم " استبعاد عدولهم بعد هذا البيان، والباء على الأول متعلقة بكفروا وصلة يعدلون محذوفة أي يعدلون عنه ليقع الانكار على نفس الفعل، وعلى الثاني متعلقة بيعدلون والمعنى أن الكفار يعدلون بربهم الأوثان أي يسوونها به.
ثم استأنف عليه السلام الكلام تبريا عن المشركين وإظهارا لتوحيد رب العالمين بقوله: " لا نشرك بالله شيئا " فكأن سائلا يسأل فكيف تقولون أنتم؟ فأجاب بأنا لا ندعى لا في الخلق والتربية، ولا في استحقاق العبادة، ولا في الاستعانة " ولا نتخذ من دونه وليا " أي ناصرا ومحبا أو متوليا لأمورنا.
" والحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض " خلقا ونعمة " فله الحمد في الدنيا " لكمال قدرته وعلى تمام نعمته " وله الحمد في الآخرة " لان ما في الآخرة أيضا كذلك وتقديم الصلة للاختصاص فان النعم الدنيوية قد تكون بواسطة من يستحق الحمد لأجلها، ولا كذلك نعم الآخرة " وهو الحكيم " الذي أحكم أمور الدارين " الخبير " ببواطن الأشياء.
" يعلم ما يلج في الأرض " كالغيث ينفذ في موضع وينبع في موضع آخر، وكالكنوز والدفاين والأموات والحبات " وما يخرج منها " كالحيوان في النشأتين والنبات والفلذات ومياه العيون " وما ينزل من السماء " كالملائكة والكتب و المقادير والأرزاق والانداء والصواعق " وما يعرج فيها " كالملائكة وأعمال العباد والأبخرة والأدخنة " وهو الرحيم الغفور " للمفرطين في شكر نعمته مع كثرتها أي في الآخرة مع ما له من سوابق هذه النعم الفائتة للحصر.
ولما اقتبس تلك الآيات من الكتاب الحكيم، أكدها وأظهر الايمان والاذعان بها بقوله: " كذلك الله ربنا جل ثناؤه " عن أن يمكننا القيام به كما هو حقه ولا أمد له أزلا، ولا غاية له أبدا، ولا نهاية لنعمه وألطافه وكمالاته " ولا إله " أي معبود أو خالق " إلا هو وإليه المصير " في الآخرة.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثاني * أدعية عيد الفطر وزوايد آداب صلاته وخطبها 1
3 الدعاء بعد صلاة الفجر يوم الفطر 1
4 الغسل في يوم الفطر والدعاء عند التهيأ للخروج إلى صلاة العيد 5
5 تفسير الحروف المفتتح بها السور، وفي الذيل ما يناسب المقام 10
6 الدعاء عند استفتاح الخروج للصلاة 16
7 الدعاء قبل الصلاة وبعدها، ومعنى بعض لغات الدعاء 20
8 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام يوم الفطر 29
9 توضيح وشرح للخطبة وإشارة إلى موارد الاختلاف 32
10 بحث في معنى الأرض، والسماوات السبع 35
11 * الباب الثالث * أدعية عيد الأضحى وبعض آداب صلاته وخطبها 47
12 الدعاء في صبيحة يوم النحر بعد الغسل ولبس أنظف الثياب 47
13 الدعاء عند الخروج من المنزل إلى المصلى 50
14 الدعاء في الطريق والجلوس في مكان الصلاة 51
15 معاني بعض لغات الدعاء 53
16 كيفية صلاة العيد 60
17 الدعاء بعد صلاة العيد 63
18 الدعاء في يوم العيد الأضحى 69
19 الدعاء بعد الانصراف من الصلاة 76
20 شرح وتوضيح للدعاء وبيان معاني لغاته 86
21 قصة الدجال وأنه المسيح الكذاب 92(ه‍)
22 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام في يوم الأضحى، والتكبير فيه 99
23 * الباب الرابع * عمل ليلتي العيدين ويومهما وفضلهما والتكبيرات فيهما وفى أيام التشريق... 112
24 في التكبير وكيفيته 116
25 الصلاة في ليلة الفطر والدعاء بعدها 120
26 في أن التكبير في العيدين واجب، والتكبير في أيام التشريق 128
27 * الباب الخامس * النوادر، وفيه: 4 - أحاديث 134
28 فيما نادى مناد من قبل الله بعد شهادة الحسين (ع) وأن العامة لا يوفقون لصوم ولا فطر 134
29 * الباب السادس * صلاة الكسوف والخسوف والزلزلة والآيات، وفيه: آيات، و: 40 - حديثا 137
30 في الذيل تحقيق في مؤلف كتاب الاختصاص 138(ه‍)
31 كيفية صلاة الآيات، وفي الذيل بحث للمقام 139(ه‍)
32 في قراءة السورة في صلاة الآيات 142
33 في صلاة الآيات بالجماعة، وقصة ذي القرنين، وعلة الزلزلة 146
34 في أن الرياح كانت على أربعة: الشمال، والجنوب، والدبور، والصبا 148
35 العلة التي من أجلها جعلت للكسوف صلاة، وجعلت عشر ركعات 152
36 * أبواب * * ساير الصلوات المسنونات والمندوبات * * أبواب * * الصلوات المنسوبة إلى المكرمين وما يهدى إليهم * * والى ساير المؤمنين وفيها: 3 - أبواب * * الباب الأول * صلاة النبي والأئمة عليهم السلام وفيه: 12 - حديثا 169
37 صلاة النبي صلى الله عليه وآله والدعاء بعدها، وفيها بيان 169
38 صلاة أمير المؤمنين (ع) والقول بأنها صلاة فاطمة عليها السلام والدعاء بعدها وشرحها 171
39 صلاة أخرى لعلي عليه السلام والدعاء بعدها 178
40 صلاة فاطمة عليها السلام والتسبيحات والدعاء بعدها 180
41 صلاة أخرى لها عليها السلام للامر المخوف العظيم 183
42 صلاة الحسن بن علي عليهما السلام والدعاء بعدها 185
43 صلاة الحسين بن علي عليهما السلام والدعاء بعدها 186
44 صلاة الإمام زين العابدين ودعاءه عليه السلام 187
45 صلاة الإمام الباقر ودعاءه (ع)، وصلاة الإمام الصادق ودعاءه (ع)... 188
46 صلاة الإمام الرضا ودعاءه عليه السلام، وصلاة الإمام الجواد ودعاءه عليه السلام... 189
47 صلاة الإمام العسكري ودعاءه عليه السلام، وصلاة الحجة المنتظر (عج) 190
48 في صلاة النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 191
49 * الباب الثاني * فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام وصفتها واحكامها، وفيه: 14 - حديثا 193
50 في صلاة جعفر رضي الله تعالى عنه والدعاء بعدها 193
51 في صلاة جعفر، وأفضل أوقاتها، وحكم السهو فيها 205
52 تفصيل وتبيين في التسليم والتسبيح وترتيبه والأقوال في القراءة في صلاة... 212
53 * الباب الثالث * الصلوات التي تهدى إلى النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين... 215
54 في أن من جعل ثواب صلاته لرسول الله وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده... 215
55 فيما تهديه إلى الأئمة وفاطمة عليهم السلام وصلاة الهدية 216
56 الصلاة بعد دفن الميت وصلاة ليلة الدفن 218
57 صلاة الوالد لولده، وصلاة الولد لوالديه 220
58 * أبواب * * الاستخارات وفضلها وكيفياتها وصلواتها * * ودعواتها، وفيها: 8 - أبواب * * الباب الأول * ما ورد في الحث على الاستخارة والترغيب فيها والرضا والتسليم بعدها 222
59 عن الصادق (ع): يقول الله عز وجل: من شقاء عبدي أن يعمل الاعمال ولا يستخير بي 222
60 * الباب الثاني * الاستخارة بالرقاع 226
61 من طرايف الاستخارات وعجايبها 232
62 * الباب الثالث * الاستخارة بالبنادق 235
63 الاستخارة عن مولانا الحجة عجل الله تعالى فرجه 239
64 * الباب الرابع * الاستخارة والتفأل بالقرآن 241
65 * الباب الخامس * الاستخارة بالسبحة والحصا 247
66 * الباب السادس * الاستخارة بالاستشارة 252
67 فيمن أراد أن يشترى أو يبيع أو يدخل في أمر، وحدود المشورة 252
68 * الباب السابع * الاستخارة بالدعاء فقط من غير استعمال عمل يظهر به الخير أو استشارة أحد... 256
69 دعاء الاستخارة بعد صلاتها 270
70 * الباب الثامن * النوادر 285
71 في جواز الاستخارة للغير 285
72 من أراد أن يرى في منامه كلما أراد 286
73 * أبواب * * الصلوات التي يتوصل بها إلى حصول المقاصد * * والحاجات سوى ما مر في أبواب الجمعة والاستخارات * * الباب الأول * صلاة الاستسقاء وآدابها وخطبها وأدعيتها، وفيه: آيات، وأحاديث 289
74 * الباب الثاني * صلاة الحاجة ودفع العلل والأمراض في ساير الأوقات 341
75 في صلاة صليها موسى بن جعفر عليهما السلام وإطلاقه عن الحبس 342
76 فيمن كان له دينا أو من ظلمه 346
77 صلاة العفو، وحديث النفس، والاستغفار، والكفاية، والفرج 354
78 صلاة المكروب، والاستغاثة بالبتول عليها السلام، والاستغاثة، والغياث... 356
79 صلاة العسرة، والمهمات، والرزق، والدين 358
80 صلاة المظلوم، والمهمات، وطلب الولد 362
81 بحث حول كلمة: سبعين، في سبعين مرة، الآية 364
82 صلاة للذكاء وجودة الحفظ 369
83 صلاة للشفاء من كل علة 370
84 صلوات الأوجاع 372
85 * الباب الثالث * الصلاة والدعاء لمن أراد أن يرى شيئا في منامه 379
86 * الباب الرابع * نوادر الصلاة وهو آخر أبواب الكتاب 381
87 صلاة الدخول في بلد جديد والخروج منه 381
88 صلاة أول ليلة من الشهر، وصلاة من قطع ثوبا جديدا 382