الهموم؟ قال: لعلك تتعمم من قعود، أو تتسرول من قيام، أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحا على وجهك؟ قال: لم أفعل من ذلك شيئا "، فقال صلى الله عليه وآله: فاتق الله تعالى وأخلص ضميرك، وادع بهذا الدعاء وهو دعاء الفرج " بسم الله الرحمن الرحيم إلهي طموح الآمال " إلى قوله: " يا ولي الخير " فلما دعا به الرجل وأخلص نيته عاد إلى حسن حالاته (1).
72 - الاختيار: بعد رفع الرأس من الركوع يمد يديه ويدعو بما روي عن مولانا الرضا عليه السلام " إلهي وقفت بين يديك، ومددت يدي إليك، مع علمي بتفريطي في عبادتك، وإهمالي لكثير من طاعتك، ولو أني سلكت سبيل الحياء لخفت من مقام الطلب والدعاء، ولكني يا رب لما سمعتك تنادي المسرفين إلى بابك، وتعدهم بحسن إقالتك وثوابك، جئت ممتثلا للنداء، ولائذا " بعواطف أرحم الرحماء.
وقد توجهت إليك بنبيك صلى الله عليه وآله الذي فضلته على أهل الطاعة، ومنحته بالإجابة والشفاعة، وبوصية المختار المسمى عندك بقسيم الجنة والنار، وبفاطمة سيدة النساء، وبأبنائها الأولياء الأوصياء، وبكل ملك خاصة يتوجهون بهم إليك، ويجعلوهم الوسيلة في الشفاعة لديك، وهؤلاء خاصتك، فصل عليهم وآمني من أخطار لقائك، واجعلني من خاصتك وأحبائك، فقد قدمت أمام مسألتك ونجواك ما يكون سببا " إلى لقائك ورؤياك، وإن رددت مع ذلك سؤالي، وخابت إليك آمالي فمالك رأى من مملوكه ذنوبا " فطرده عن بابه، وسيد رأى من عبده عيوبا " فأعرض عن جوابه.
يا شقوتاه إن ضاقت عني سعة رحمتك (2) إن طردتني عن بابك على باب من أقف بعد بابك، وإن فتحت لدعائي أبواب القبول، وأسعفتني ببلوغ السؤل، فمالك بدء بالاحسان وأحب إتمامه، ومولى أقال عثرة عبده ورحم مقامه، وهناك لا أدري