وروي أنه يستحب أن يقرأ في كل ركعة الحمد وإنا أنزلناه، وقل هو الله أحد وآية الكرسي (1).
13 - فلاح السائل: ومما يقال قبل الشروع في نوافل الزوال ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي مما ذكره في مصباحه الكبير (2) وهو: " اللهم إنك لست باله استحدثناك، ولا برب يبيد ذكرك، ولا كان معك شركاء يقضون معك، ولا كان قبلك من إله فنعبده وندعك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشك فيك، أنت الله الديان فلا شريك لك، وأنت الدائم فلا يزول ملكك، أنت أول الأولين، وآخر الآخرين، و ديان يوم الدين، يفنى كل شئ ويبقى وجهك الكريم، لا إله إلا أنت لم تلد فتكون في العز مشاركا "، ولم تولد فتكون موروثا " هالكا "، ولم تدركك الأبصار، فتقدرك شبحا " ماثلا "، ولم يتعاورك زيادة ولا نقصان، ولا توصف بأين ولا كيف ولا ثم ولا مكان، وبطنت في خفيات الأمور، وظهرت في العقول بما نرى من خلقك من علامات التدبير.
أنت الذي سئلت الأنبياء عليهم السلام عنك، فلم تصفك بحد ولا ببعض، بل دلت عليك من آياتك بما لا يستطيع المنكرون جحده، لأن من كانت السماوات والأرضون وما بينهما فطرته، فهو الصانع الذي بان عن الخلق، فلا شئ كمثله.
واشهد أن السماوات والأرضين وما بينهما آيات دليلات عليك، تؤدي عنك الحجة، وتشهد لك بالربوبية، موسومات ببرهان قدرتك، ومعالم تدبيرك، فأوصلت إلى قلوب المؤمنين من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر، ووسوسة الصدر، فهي على اعترافها بك شاهدة بأنك قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد، انقطعت الغايات دونك، فسبحانك لا وزير لك، سبحانك لا عدل لك، سبحانك لا ضد لك، سبحانك لا ند لك، سبحانك لا تأخذك سنة ولا نوم، سبحانك لا تغيرك الأزمان، سبحانك لا تنتقل بك الأحوال، سبحانك لا يعييك شئ، سبحانك لا يفوتك شئ، سبحانك