بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ١٠٨
عابدا زاهدا رحيما عالما فقيها يقول الله تعالى: إن إبراهيم لحليم أواه منيب " (1) وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما (2) (ويقولون للناس حسنا) وإذا مروا باللغو مروا كراما [" والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا "] والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما " (3) ويقول الله: " قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكوة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " (4) يقول الله تعالى: " أولئك في جنات مكرمون " (5) وقال: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم - إلى قوله - أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم " (6).
يا ابن مسعود لا تحملنك الشفقة على أهلك وولدك على الدخول في المعاصي والحرام، فان الله تعالى يقول: " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " (7) وعليك بذكر الله والعمل الصالح فان الله تعالى يقول: " والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " (8).

(١) هود: ٧٧، والأواه: كثير التأسف، والمنيب: الراجع إلى الله تعالى.
(٢) الفرقان: ٦٤ و ٦٥.
(٣) الفرقان ٧٢ إلى ٧٦.
(٤) المؤمنون: ١ إلى ١٢.
(٥) المعارج: ٣٥.
(٦) الأنفال: ٢ - ٦.
(٧) الشعراء: ٨٨ و ٨٩.
(٨) الكهف: ٤٤.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست