إلى الصدق لبيان أنه حسن وصاحبه مستحق لذلك الثناء، ويجعله صفة للسان لأنه في قوة لسان صدق أو حال و " خير " خبره، وفي بعض النسخ " خيرا " بالنصب فيحتمل نصب لسان من قبيل ما اضمر عامله على شريطة التفسير، ورفعه بالابتداء و " يجعله " خبره و " خيرا " مفعول ثان ليجعله.
وعلى التقادير فيه ترغيب على الانفاق على العشيرة، فإنه سبب للصيت الحسن وأن يذكره الناس بالاحسان، وكذلك يذكره من أحسن إليه باحسانه، وسائر صفاته الجميلة، وقال تعالى " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلام " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " (1).
" كبرا " تميز، وكذا " عظما " و " نأيا " أي بعدا " إن كان " بفتح الهمزة أي من أن أو بكسرها حرف شرط، وعلى هذا التقييد ليس لان في غير تلك الحالة حسن، بل لان الغالب حصول تلك الأخلاق الذميمة في تلك الحالة وقوله عليه السلام " في أخيه " متعلق بزهدا، و " منه " متعلق بقوله " بعدا " وقوله " إذا لم ير " مؤيد لشرطية إن، والتقييد على نحو ما مر و " المروءة " بالهمز وقد يخفف بالتشديد:
الانسانية وهي الصفات التي يحق للمرء أن يكون عليها، وبها يمتاز عن البهائم والمراد هنا الاحسان واللطف والعطاء " والمعوز " على بناء اسم الفاعل ويحتمل المفعول القليل المال.
في القاموس عوز الرجل كفرح افتقر كأعوز وأعوزه الشئ احتاج إليه والدهر أحوجه و " الخصاصة " الفقر والخلل وجملة " بها الخصاصة " صفة للقرابة أو حال عنها " أن يسدها " بدل اشتمال للقرابة أي عن أن يسدها، وضمير " يسدها " للخصاصة، والعائد محذوف أي عنها، أو للقرابة وإسناد السد إليها مجاز أي يسد خلتها، وسد الخلل إصلاحه وسد الخلة إذهاب الفقر " بما لا ينفعه إن أمسكه أي بالزائد عن قدر الكفاف، فان إمساكه لا ينفعه بل يبقى لغيره، واستهلاكه وإنفاقه