كأحوال الشجر في الطبع والنفع وطيب الريح، فمن رأى شجرا أو أصاب شيئا من ثمره أصاب من رجل في مثل حال ذلك الشجر. والنخل رجل شريف. والتمر مال.
وشجر الجوز رجل أعجمي شحيح، والجوز نفسه مال مكنون. وشجرة السدر رجل شريف، وشجرة الزيتون رجل مبارك نفاع، وثمر الزيتون هم وحزن. والكرم والبستان امرأة. والعنب الأبيض في وقته غضارة الدنيا وخيرها، وفي غير وقته مال يناله قبل وقته الذي يرجوه. والأشجار العظام التي لا ثمر لها كالدلب والصنوبر إن رأى فهو رجل ضخم بعيد الصوت قليل الخير والمال. والشجرة ذات الشوك رجل صعب المرام. والصفر من الثمار مثل المشمش والكمثرى والزعرور الأصفر ونحوها أمراض والحامض منها هم وحزن. والحبوب كلها مال. والحشيش مال. والزرع عمله في دينه أو دنياه. والثوم والبصل والجزر والشلجم هم وحزن، والرياحين كلها بكاء وحزن إلا ما يرى منها ثابتا في موضعه من غير أن يمسه وهو يجد ريحه.
وروى البخاري وغيره من المخالفين بأسنادهم عن النبي صلى الله عليه وآله قال: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض لها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب. ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين. ورأيت أيضا فيها بقرا والله (1) خير فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي أتانا الله بعد يوم بدر.
قال في النهاية: وهل إلى الشئ بالفتح، يهل بالكسر، وهلا بالسكون، إذا ذهب وهمه إليه (انتهى). وضبطه النووي بالتحريك، وقال: الوهل - بالتحريك - معناه الوهم والاعتقاد. وسائر اللغويين على الأول.
ورووا أيضا عن جابر في خبر غزوة أحد أن النبي صلى الله عليه وآله قال: رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرا تنحر. فأولت الدرع الحصينة بالمدينة، البقر بقرة والله