ويوم الاثنين يسمى في اللغة القديمة بأهون، قال الجوهري: كانت العرب تسمي يوم الاثنين " أهون " في أسمائهم القديمة: أنشدني أبو سعيد، قال: أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية:
أؤمل أن أعيش وأن يومي * بأول أو بأهون أو جبار أم التالي دبار أم فيومي * بمؤنس أو عروبة أو شيار (1) وفي كتاب أبي ريحان:.. أو التالي دبار * فإن أفته فمؤنس - الخ.
ووجه التسمية ظاهر مما مر، وهو أنحس أيام الأسبوع ولا يصلح لشئ من الاعمال، وما ورد في مدحه فمحمول على التقية، لنبرك المخالفين به اقتفاء ببني أمية - لعنهم الله - وأكثر مصائب أهل البيت عليهم السلام وقع فيه، ولذا وضعوا الاخبار للتبرك به كما وضعوها للتبرك بيوم عاشوراء.
ويمكن حمل بعض الأخبار على الضرورة، ويمكن حمل بعضها على النسخ أيضا بأن يكون في الأول مباركا حيث لم يقع بعد فيه ما يصير سببا لنحوسته فلما فات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وجرت المصائب فيه على أهل البيت عليهم السلام وتبرك المخالفون به صار أنحس الأيام، ويكون ذلك أيضا بإخباره صلى الله عليه وآله لئلا يلزم النسخ بعده صلى الله عليه وآله ويمكن القول بمثله في يوم عاشوراء، وهذا وجه قريب للجمع بين الاخبار، وإن كان الأول أقرب. وعند المنجمين يومه متعلق بالقمر، وليلته بالمشتري.
ويوم الثلاثاء بفتح الثاء وقد يضم ثم لام ثم ألف، وهو ممدود، وفي اللغة القديمة يسمى الجبار كغراب، وهو يوم متوسط لأكثر الاعمال لا سيما صعاب الأمور، لان الله تعالى ألان فيه الحديد لداوود عليه السلام وفي مجمع البيان: إن الله خلق فيه الجبال، وروي أنه سبحانه خلق فيه الأشجار والأنهار والهوام، وورد فيه النهي عن الحجامة وتجويزها والتجويز أقوى، والسفر أيضا فيه محمود. و