قبل ذلك ثلاث مرات وبنى في هذا السفر على مجاورة بيت الله سنتين، ليدرك فيض الحج ثلاث سنين متوالية.
ثم بعد ذلك في سنة ألف ومائة وستة وسبعين، حين معاودتي من زيارة المشهد الرضوي على صاحبه السلام - رأيته أيضا في اليزد، وقد مر في رجوعه من مكة، بعد ثلاث حجات إلى بندر صورت من بنادر هند لحاجة له، ورجع في سنة إلى بيته فذكر لي عند اللقاء أني سمعت من مير أبو طالب أن في السنة الماضية جاء مكتوب من سلطان الإفرنج إلى الرئيس الذي يسكن بندر بمبئي من جانبه ويعرف بجندر أن في هذا الوقت ورد علينا رجلان عليهما لباس الصوف ويدعي أحدهما أن عمره سبعمائة وخمسين سنة، والآخر سبعمائة سنة، ويقولان: بعثنا صاحب الأمر عليه السلام لندعوكم إلى دين محمد المصطفى عليه السلام، ويقولان: إن لم تقبلوا دعوتنا ولم تتدينوا بديننا، يغرق البحر بلادكم بعد ثمان أو عشر سنين، والترديد من الحاج المذكور، وقد أمرنا بقتلهما فلم يعمل فيهما الحديد، ووضعناهما على الأثواب وقيناره (1) فلم يحترقا فشددنا أيديهما وأرجلهما وألقيناهما في البحر فخرجا منه سالمين.
وكتب إلى الرئيس أن يتفحص في أرباب مذاهب الاسلام واليهود والمجوس والنصارى، وأنهم هل رأوا ظهور صاحب الأمر عليه السلام في آخر الزمان في كتبهم أم لا؟
قال الحاج المزبور: وقد سألت من قسيس كان في بندر صورت عن صحة المكاتبة المذكورة فذكر لي كما سمعت، وسلالة النجباء مير أبو طالب وميرزا بزرك الإيراني، وهم الآن من وجوه معارف البندر المذكور نقلا لي كما ذكرت، وبالجملة الخبر مشهور منتشر في تلك البلدة والله العالم.