55 - إكمال الدين: أبي، عن سعد، عن محمد بن هارون قال: كان للغريم علي خمسمائة دينار فأنا ليلة ببغداد وقد كان لها ريح مظلمة، وقد فزعت فزعا شديدا وفكرت فيما علي ولي، وقلت في نفسي: لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا وقد جعلتها للغريم عليه السلام بخمسمائة دينار. فجاءني من تسلم مني الحوانيت وما كتبت إليه في شئ من ذلك من قبل أن أنطق بلساني ولا أخبرت به أحدا.
56 - إكمال الدين: أبي، عن سعد، عن أبي القاسم بن أبي حابس (1) قال: كنت أزور الحسين عليه السلام في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان، وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائرا، وكنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة فلما كان في هذه الدفعة قلت لأبي القاسم الحسن بن أبي أحمد الوكيل لا تعلمهم بقدومي فاني أريد أن أجعلها زورة خالصة فجاءني أبو القاسم وهو يتبسم وقال: بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي أدفعهما إلى الحابسي وقل له: من كان في حاجة الله كان الله في حاجته.
قال: واعتللت بسر من رأى علة شديدة أشفقت فيها وظللت (2) مستعدا للموت فبعث إلي بستوقة فيها بنفسجين وأمرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت والحمد لله رب العالمين.
قال: ومات لي غريم فكتبت أستأذن في الخروج إلى ورثته بواسط وقلت:
أصير إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي ثم كتبت أستأذن ثانيا فلم يؤذن لي فلما كان بعد سنتين كتب إلي ابتداء: صر إليهم فخرجت إليهم فوصلت إلى حقي.
قال أبو القاسم: وأوصل ابن رئيس عشرة دنانير إلى حاجز فنسيها حاجز أن يوصلها فكتب إليه: تبعث بدنانير ابن رئيس.
قال: وكتب هارون بن موسى بن الفرات في أشياء وخط بالقلم بغير مداد