كنت، فقال لي: أنا مسافر منذ سبع عشرة سنة فقلت له فأيش (1) أعجب ما رأيت؟
فقال: نزلت بالإسكندرية في خان ينزله الغرباء وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له غرفة فيصلي خلف الامام ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة.
قال فقلت: لما طال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء: أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك فقال شأنك فلم أزل أخدمه حتى أنس بي الانس التام فقلت له ذات يوم من أنت أعزك الله قال أنا صاحب الحق فقلت له يا سيدي متى تظهر فقال ليس هذا أوان ظهوري وقد بقي مدة من الزمان فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه إلى أن قال: أحتاج إلى السفر فقلت له أنا معك.
ثم قلت له يا سيدي متى يظهر أمرك قال علامة ظهور أمري كثرة الهرج و المرج والفتن وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام فيقال: انصبوا لنا إماما ويكثر الكلام حتى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي ثم يقول يا معشر الناس هذا المهدي انظروا إليه فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام فيبايع الناس عند إياسهم عني قال: وسرنا إلى ساحل البحر فعزم على ركوب البحر فقلت له يا سيدي أنا والله أفرق من البحر قال: ويحك تخاف وأنا معك؟ فقلت: لا ولكن أجبن قال فركب البحر وانصرفت عنه.
توضيح: قال: توسمت في وجهه الخير أي تفرست.
42 - غيبة الشيخ الطوسي: أخبرني جماعة عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش عن أبي غالب الزراري قال: قدمت من الكوفة وأنا شاب إحدى قدماتي ومعي رجل من إخواننا قد ذهب (2) على أبي عبد الله اسمه وذلك في أيام الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني وكان مستقيما