أقول: ثم ذكر الشيخ بعض أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم الممدوحين ثم قال:
فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأولهم من نصبه أبو الحسن علي ابن محمد العسكري وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد ابنه عليهم السلام وهو الشيخ الموثوق به أبو عمر وعثمان بن سعيد العمري وكان أسديا وإنما سمي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله قال أبا محمد الحسن بن علي قال لا يجمع على امرء ابن عثمان، وأبو عمرو، وأمر بكسر كنيته فقيل العمري ويقال له: العسكري أيضا لأنه كان من عسكر سر من رأى ويقال له: السمان لأنه كان يتجر في السمن تغطية على الامر.
وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا.
فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي علي محمد بن همام الإسكافي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن إسحاق ابن سعد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد، ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله الحكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.
فلما مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن صاحب العسكر عليه السلام ذات يوم، فقلت له: مثل قولي لأبيه فقال لي: " هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في الحياة والممات، فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدى إليكم فعني يؤديه ".
قال أبو محمد هارون: قال أبو علي: قال أبو العباس الحميري: فكنا كثيرا ما