السيرة في أهل مملكته سخيا فيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة وكان كثيرا ما يخرج في خاصته إلى الصيد والنزهة.
فخرج يوما إلى بعض متنزهه فأتى إلى حيتين أحدهما بيضاء كأنها سبيكة فضة والأخرى سوداء كأنهما حممة وهما يقتتلان وقد غلبت السوداء البيضاء وكادت تأتي على نفسها فأمر الملك بالسوداء فقتلت وأمر بالبيضاء فاحتملت حتى انتهى بها إلى عين من ماء بقي عليها شجرة فأمر فصب عليها من الماء وسقيت حتى رجع إليها نفسها فأفاقت فخلى سبيلها فانسابت الحية ومضبت لسبيلها ومكث الملك يومئذ في متصيده ونزهته.
فلما أمسى ورجع إلى منزله وجلس على سريره في موضع لا يصل إليه حاجب ولا أحد فبينا هو كذلك إذا رأى شابا آخذا بعضادتي الباب، وبه من الثياب و الجمال شئ لا يوصف فسلم على الملك فذعر منه الملك وقال له: من أنت ومن أدخلك وأذن لك في الدخول علي في هذا الموضع الذي لا يصل فيه حاجب ولا غيره؟ فقال له الفتى: لا ترع أيها الملك إني لست بإنسي ولكني فتى من الجن أتيتك لأجازيك على بلائك الحسن الجميل عندي قال الملك: وما بلائي عندك؟ قال: أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا والأسود الذي قتلته وخلصتني منه كان غلاما لنا (تمرد علينا) وقد قتل من أهل بيتي عدة كان إذا خلا بواحد منا قتله، فقتلت عدوي و أحييتني فجئت لأكافيك ببلائك عندي ونحن أيها الملك الجن لا الجن فقال له:
الملك وما الفرق بين الجن والجن.
ثم انقطع الحديث الذي كتب أخي فلم يكن هناك تمامه.
حديث الربيع بن الضبع الفزاري:
4 - حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد الأزدي العماني بجميع أخباره وكتبه التي صنفها ووجدنا في أخباره أنه قال: لما وفد الناس على عبد الملك بن مروان قدم فيمن قدم عليه الربيع بن الضبع الفزاري وكان أحد المعمرين ومعه ابن ابنه