مائة عام ثم بعثه.
وروى الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن حماد ابن عبد الكريم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القائم إذا قام قال الناس: أنى يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل.
فالوجه في هذه الأخبار وما شاكلها أن نقول: يموت ذكره ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي وهذا وجه قريب في تأويل هذه الأخبار على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا يوجب علما عما دلت العقول عليه وساق الاعتبار الصحيح إليه، وعضده الأخبار المتواترة التي قدمناها بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الأخبار ما ينافيها.
(14) (باب) * (ذكر أخبار المعمرين لرفع استبعاد المخالفين) * * (عن طول غيبة مولانا القائم صلوات الله عليه) * * (وعلى آبائه الطاهرين) * 1 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الشجري، عن محمد بن القاسم الرقي وعلي ابن الحسن بن جنكاء اللائكي قال: لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن كان حضر الموسم في تلك السنة وهي سنة تسع وثلاث مائة فرأينا رجلا أسود الرأس واللحية كأنه شن بال وحوله جماعة من أولاده وأولاد أولاده ومشايخ من أهل بلده ذكروا أنهم من أقصى بلاد المغرب بقرب باهرة العليا وشهدوا هؤلاء المشايخ أنهم سمعوا آباءهم حكوا عن آبائهم وأجدادهم أنهم عهدوا هذا الشيخ المعروف بأبي الدنيا معمر واسمه علي بن عثمان