" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر " (1) فما أحب أن يدعو الله جل جلاله بي ولا بمن هو في أيامي إلا حسب رقتي عليكم، وما انطوى لكم عليه من حب بلوغ الامل في الدارين جميعا، والكينونة معنا في الدنيا والآخرة فقد - يا إسحاق! يرحمك الله ويرحم من هو وراءك - بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين، و لو فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب، لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا إلى طاعة الله عز وجل، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب العالمين.
وأنت رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن عبده وفقه الله أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيشابوري إنشاء الله ورسولي إلى نفسك وإلى كل من خلفت ببلدك أن تعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى النيشابوري إن شاء الله.
ويقرء إبراهيم بن عبده كتابي هذا على من خلفه ببلده حتى لا يتساءلون، و بطاعة الله يعتصمون، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون، وعلى إبراهيم ابن عبده سلام الله ورحمته وعليك يا إسحاق، وعلى جميع موالي السلام كثيرا سدد كم الله جميعا بتوفيقه.
وكل من قرء كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك، ومن هو بناحيتكم ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم، وليحمل ذلك إبراهيم بن عبده إلى الرازي رضي الله عنه أو إلى من يسمي له الرازي، فان ذلك عن أمري ورأيي إنشاء الله.