قال المسعودي: وقد ذكرنا خبر علي بن محمد مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل ونزوله إلى بركة السباع، وتذللها له، ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة للحسين، وأن الله أطال عمرها إلى ذلك الوقت: في كتابا أخبار الزمان وقيل: إنه عليه السلام مات مسموما.
24 - عيون المعجزات: روي أن بريحة العباسي كتب إلى المتوكل:
إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها فإنه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير، ثم كتب إليه بهذا المعنى زوجة (1) المتوكل فنفذ يحيى بن هرثمة وكتب معه إلى أبي الحسن عليه السلام كتابا جيدا يعرفه أنه قد اشتاق إليه و سأله القدوم عليه وأمر يحيى بالمسير إليه وكتب إلى بريحة يعرفه ذلك.
فقدم يحيى المدينة، وبدأ ببريحة، وأصل الكتاب إليه ثم ركبا جميعا إلى أبي الحسن عليه السلام وأوصلا إليه كتاب المتوكل فاستأجلها ثلاثة أيام، فلما كان بعد ثلاثة عادا إلى داره فوجدا الدواب مسرجة والأثقال مشدودة، قد فرغ منها فخرج صلوات الله عليه متوجها إلى العراق ومعه يحيى بن هرثمة.
وروي أنه لما كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكل أمر المتوكل بني هاشم بالترجل والمشي بين يديه، وإنما أراد بذلك أن يترجل أبو الحسن عليه السلام.
فترجل بنو هاشم وترجل أبو الحسن عليه السلام واتكأ على رجل من مواليه فأقبل عليه الهاشميون وقالوا: يا سيدنا ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله، به تعزز هذا، قال لهم أبو الحسن عليه السلام: في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة ثمود لما عقرت الناقة صالح الفصيل إلى الله تعالى فقال الله سبحانه:
" تمتعوا في دار كم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب " (2) فقتل المتوكل يوم الثالث.