22 - غيبة الشيخ الطوسي: روى محمد بن عبد الله الأفطس قال: دخلت على المأمون فقربني وحياني ثم قال: رحم الله الرضا عليه السلام ما كان أعلمه لقد أخبرني بعجب: سألته ليلة وقد بايع له الناس، فقلت: جعلت فداك أرى لك أن تمضي إلى العراق وأكون خليفتك بخراسان، فتبسم ثم قال: لا لعمري ولكنه من دون خراسان تدرجات إن لنا هنا مكثا ولست ببارح حتى يأتيني الموت، ومنها المحشر لا محالة.
فقلت له: جعلت فداك وما علمك بذلك؟ فقال علمي بمكاني كعلمي بمكانك قلت: وأين مكاني أصلحك الله؟ فقال: لقد بعدت الشقة بيني وبينك، أموت في المشرق وتموت في المغرب، فقلت: صدقت، والله ورسوله أعلم وآل محمد، فجهدت الجهد كله وأطمعته في الخلافة وما سواها فما أطمعني في نفسه (1).
بيان: لعل التدرجات من قولهم " أدرجه في أكفانه " وقد مضى في باب المعجزات (2).
23 - الإرشاد: ذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير من أيام الخلفاء أن المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى عليه السلام وحدث نفسه بذلك، أحضر الفضل بن سهل وأعلمه بما قد عزم عليه من ذلك، وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك، ففعل واجتمعا بحضرته، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في اخراج الامر من أهله عليه، فقال له المأمون: إني عاهدت الله أنني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض.
فلما رأى الفضل والحسن عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته، فأرسلهما إلى الرضا عليه السلام فعرضا عليه ذلك، فامتنع منه، فلم يزالا به حتى أجاب فرجعا إلى المأمون فعرفاه إجابته، فسر بذلك، وجلس للخاصة في يوم خميس، وخرج الفضل بن سهل وأعلم الناس، برأي المأمون في علي بن موسى، وأنه قد ولاه