ثم قوي فيه قلبي فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن هامان فكان من أمره ما كان، ورددت هرثمة إلى رافع (بن أعين) فظفر به وقتله، وبعثت إلى صاحب السرير فهادنته وبذلت له شيئا حتى رجع فلم يزل أمري يقوى حتى كان من أمر محمد ما كان، وأفضى الله إلي بهذا الامر، واستوى لي.
فلما وافى الله عز وجل لي بما عاهدته عليه، أحببت أن أفي لله تعالى بما عاهدته، فلم أر أحدا أحق بهذا الامر من أبي الحسن الرضا عليه السلام، فوضعتها فيه فلم يقبلها إلا على ما قد علمت، فهذا كان سببها.
فقلت: وفق الله أمير المؤمنين فقال: يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك، فقال: سبحان الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الامر، لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري.
فقلت يا أمير المؤمنين: أنا أحدث عنك بما سمعته منك من الاخبار؟ فقال:
نعم حدث عني بما سمعته مني من الفضائل فلما كان من الغد، قعدت بين القواد في الدار فقلت: حدثني أمير المؤمنين، عن أبيه، عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه، حدثني أمير المؤمنين، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني بمنزلة هارون من موسى، وكنت أخلط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه على وجهه.
وحدثت بحديث خيبر، وبهذه الأحاديث المشهورة، فقال لي عبد الله بن مالك الخزاعي: رحم الله عليا كان رجلا صالحا. وكان المأمون قد بعث غلاما إلى المجلس يسمع الكلام فيؤديه إليه قال الريان: فبعث إلي المأمون فدخلت إليه فلما رآني قال: يا ريان ما أرواك للأحاديث وأحفظك لها؟ ثم قال: قد بلغني ما قال اليهودي عبد الله بن مالك في قوله " رحم الله عليا كان رجلا صالحا " والله لأقتلنه إن شاء الله.